إذا كنت في بداية طريق البحث العلمي، تحتاج إلى التركيز على أفضل طريقة تساعدك في اختيار مشكلة البحث العلمي بدقة؛ لكي تستهدف حل مشكلة قابلة للقياس بدلًا من الاختيار العشوائي، ونساعدك في هذه المقالة في تحديد بوصلتك بشأن اختيار المشكلة الصحيحة؛ من خلال التعرف على مفهوم المشكلة وأهميتها بالتفصيل.
لأن مشكلة البحث من الأشياء التي لا يهتم بها عدد من الباحثين؛ بحيث يعمل على تحديدها وربما تسجيلها في حالة كونها تستوجب التسجيل في خلال يومين أو نحو ذلك، ومن ناحية أخرى يذهب البعض إلى كونها قضية كبيرة، وتستمر الشهور العديدة في المضي وهو يفكر في مشكلة البحث من غير أن يتوصل إلى نتيجة.
ما هو تعريف مشكلة البحث
يُقصد بمشكلة البحث أو الدراسة وجود أو غموض عند الباحث مع رغبة عنده في التوصل إلى الحقيقة.
أو هي البوابة التي يدخل من خلالها الباحث إلى البحث، وهي المفتاح الذي يعينه -بعد الله- على التميز في البحث؛ لذا كان من المهم التفكير المتأني فيها والحرص على اختيار مشكلة مناسبة وقضية حيوية عن طريق معايير معَينة.
إن المشكلات غالبًا تنشأ من تفاعل الإنسان مع بيئته، وهذا التفاعل يعتمد على عوامل تتعلق بالإنسان نفسه، وعوامل أخرى تتعلق بالبيئة؛ ومن ثم فإن النشاطات التي يمارسها الإنسان في بيئته والخبرات التي يمر بها تمثل مصادر معقولة من أجل تزويده بالمشكلات التي تستحق البحث.
ولكي تعثر على مشكلة لم يسبق لأحد من قبل دراستها؛ تواصل معنا عبر خدمة اقتراح عنوان الدراسة.
ماهية مشكلة البحث العلمي
إذًا نستطيع القول أن اختيار مشكلة البحث العلمي المناسبة يتمثل في طرح أسئلة جيدة، وهذه الأسئلة التي يُفترض أن تَكون مناسبة ومهمة بالنسبة لمحتويات البحث، ويُفترض أن يختار الباحث مشكلة بحثية لديه اهتمام بها، وأن يتوفر في بحثه الأصالة، علمًا بأن الأصالة بمفهومها الكامل نادرة، ولكن يمكِن أن تَكون الدراسة استكمالًا لموضوع معيَّن.
وعلى الباحث أن يدرك أن ليس جميع المشكلات قابلة للبحث، فبعضها له طبيعة فلسفية يمكِن أن تتم مناقشتها وليس بحثها، وحتى لو كانت المشكلة قابلة للبحث فعلى الباحث أن يسأل نفسه: "هل الحصول على المعلومات سيكون سهل المنال أم لا؟"، وكذلك توفُّر المصادر والتسهيلات وغيرها، فاختيار المشكلة البحثية يتضمن القراءة والكتابة والنقاش وصياغة المفاهيم وغيرها.
ومن الموضوعات التي يجب أن تنتبه إليها هو الفرق بين الظاهرة والمشكلة في البحث العلمي؛ لأن هناك فروقًا جوهرية بينهما.
خصائص المشكلة البحثية
إن اختيار مشكلة البحث العلمي يُعد واحدًا من أصعب الخطوات في كتابة البحث، وعند صياغة المشكلة يجب أن يراعي الباحث النقاط التالية:
1- أن يَسأل الباحث عن العلاقة بين متغيرين أو أكثر.
2- أن يتم صياغة المشكلة بطريقة واضحة وغير غامضة.
3- أن يتم صياغة المشكلة على شكل سؤال أو"تهدف هذه الدراسة إلى..".
4- أن تَكون المشكلة قابلة للفحص بمنهج أمبريقي؛ من خلال جمع المعلومات وغيرها.
5- أن لا تمثل موقفًا أخلاقيًّا.
كيفية الحصول على مشكلة البحث العلمي؟
تتعدد المصادر التي يشتق منه الباحث مشكلة البحث، فمن الممكِن أن يقوم بالبحث في مشكلة قد قام باحثون آخرون بتحديدها قبله، وقد تشكل مشكلة البحث تخصصًا يهتم الباحث بدراسته، ومن الوارد أن يتناول أكثر من باحث مشكلة محددة ولكن كل باحث منهم يتناولها من ناحية معَينة.
وتحتوي الأبحاث العلمية على توصيات توصي بالبحث في نواحي لم يستطع الباحث استكمالها، وأحيانًا بعض البحوث تستوجب إعادة البحث إجراءها، وخصوصًا عندما تدل نتائجها على الحاجة في حدوث تعديلات في الممارسات التربوية.
وفي الغالب يشتق الباحثون مشكلة بحثهم من مواضيع عامة، وبعد الكثير من البحث والتركيز يتمكن الباحث من العثور على مشكلة بحثية محددة، ويبقى السؤال: "أين تقع نقطة البداية التي يبدأ الباحث منها من أجل معرفة الموضوعات العامة التي يمكِن أن يجري بحثه حولها؟".
وتعَد من أكثر المصادر التي يعتمد عليها الباحثون في تحديد الموضوع هي:
1- القراءة المتعمقة
حيث يتم بناء النموذج أو الإطار المفاهيمي للدراسة من خلال القراءة حول المشكلة المراد بحثها، إذ بدون القراءة المتعمقة لا يستطيع الباحث أن يفهم طبيعة المشكلة أو يستوعبها؛ حيث تأتي القراءة المنظمة في مقدمة طرق اختيار مشكلة البحث، وذلك على الرغم مما يحتاجه تطبيق هذه الطريقة من وقت طويل؛ إلا أن القراءة المنظمة المتعمقة تحقق أغراضًا أخرى للباحث، ومن بين هذه الأغراض:
- أنها تبصِّر الباحث بالجوانب المهمة، وكذلك الجوانب غير المهمة في المشكلة التي قد يختارها الباحث.
- أنها –أيضًا- تبصِّر الباحث بالبدائل الممكِنة ليختار من بينها.
إذا كنت تبحث عن مكتبة ضخمة تحتوي على العديد من الرسائل العلمية شاهد المكتبة الإلكترونية الخاصة بنا وحمل مباشرة أحدث الرسائل العلمية.
2- من البيئة
فالباحث الفطن هو الذي ينظر إلى ما يعايشه، ويسعى في دراسته، وإلى إيجاد الحلول لما يعانيه، وكلما كانت المشكلة أقرب للباحث وبيئته كانت فرصة الفوز أكبر بإذن الله أو من خلال التواصل مع المشرف الخاص بك.
3-الخبرة الشخصية للباحث
تعَد الخبرة الشخصية للباحث في المجال الذي يعمل فيه من أهم مصادر اختيار مشكلة البحث.
اختيار مشكلة البحث
هناك مجموعة من الأسئلة التي ينبغي على الباحث أن يجيب عنها عند اختيار مشكلة البحث العلمي، ولعل أول هذه الأسئلة يتعلق بمدى قابلية المشكلة التي تم اختيارها قابلة للبحث، وفي حالة كون الإجابة على سؤال الباحث معروفة أو تتعلق بالأخلاق أو يكون من الصعب إيجاد الإجابة عن طريق بيانات من السهل جمعها فلن يكون هناك داعٍ لاستكمال إجراءات البحث، ويمكنك التعرف على الفرق بين الظاهرة والمشكلة في البحث العلمي.
ما الطريقة التي تساعدك في صياغة المشكلة
إن صياغة مشكلة البحث العلمي تعني تحويل المشكلة البحثية إلى سؤال بحثي، إذ يَكون الاهتمام بتحديد المشكلة البحثية، و "لماذا ستتم دراستها؟"؛ فالصياغة يجب أن تتضمن "ماذا؟، ولماذا؟"، مثل: "ماذا يريد الشخص أن يَعرف؟"، و"لماذا يريد أن يَعرف؟"، ويمكنك أن تتعرف على إجراءات صياغة مشكلة الدراسة؟
الأخطاء الشائعة حول مشكلة البحث العلمي
لما كانت المشكلة هي قلب العمل العلمي، وهي التي تقوم الدراسة من أجل إيجاد حلول لها، كان على الباحث أن يتقن صياغتها، وهناك بعض الأخطاء في كتابة المشكلة قد لا ينتبه إليها الباحث مثل:
1- أن تَكون المشكلة أكبر من قدرات الباحث وإمكاناته.
أحيانًا يدفع الحماس الباحث لاختيار مشكلة مهمة وجديرة بالبحث، ولكن تتطلب إمكانات مادية وبشرية أعلى من إمكانات الباحث؛ فقد تتطلب سنوات طويلة لبحثها مما لا تكفيها سنوات الدراسة، وقد يحتاج البحث لأجهزة ومعدات غير متوفرة، ولا يمكِن للباحث توفيرها.
2- تهاون الباحث في عمل دراسة استطلاعية للتأكد من إمكانية دراسة المشكلة؛ ذلك أنه في حالات كثيرة يَكون من اللازم عمل دراسة استطلاعية؛ من أجل التأكد من أن المشكلة موجودة بالفعل، وأيضًا من أجل التعرف على أبعاد ومتغيرات المشكلة البحثية، والصعوبات التي قد تواجه الباحث أثناء دراسة المشكلة؛ ولكي تتعلم أساسيات الدراسة الاستطلاعية في البحث العلمي: مفهومها، ومميزاتها، وأهميتها، وأهدفها، وكيفية كتابتها.
3- لا يجيب على الأسئلة الخمسة التي اتفق عليها المنهجيون عند تحديد مشكلة البحث العلمي، وهي: "مَن...؟، وأين...؟، ومتى...؟، وماذا...؟، ولماذا...؟".
4- لا يوضح بشكل واضح كيفية اختياره مشكلة بحثه، و "هل اختارها بناءً على خبرته الشخصية وخبرة المتخصصين الآخرين؟، أم من خلال الأدبيات العلمية التي وضحت أن تلك المشكلة البحثية لم يسبق أن ذهبت إليها الأدبيات من قَبل؟، أم من خلال النظريات التي رأى أنه لم يتم دراستها بالشكل الكافي؟، وإذا وقع اختياره على المشكلة البحثية من خلال النظريات، فماذا الذي وقع اختياره عليها بالتحديد؟.
5- ذكر المشكلة على هيئة سؤال بمعنى: التعبير عن المشكلة بنفس تعبيرات العنوان ولكن بشكل صيغة استفهامية من غير ذكر تمهيدٍ بسيط عن الحاجة إلى البحث في هذه المشكلة؛ ومن ثم ذكر سؤال البحث الرئيس.
معايير اختيار المشكلة البحثية
1- أصالة موضوع البحث أو القضية البحثية
ومعنى الأصالة أن تَكون مشكلة أو قضية لم يتم التطرق لها من قَبل أو النظر إليها بطريقةٍ جديدة لم تدرس، ومما يعين على معرفة الأصالة:
- مراجعة البحوث السابقة.
- سؤال أهل العلم (معلمين، أساتذة جامعات،..).
- البحث في الإنترنت.
أقرأ كل شئ عن المساعدة في إعداد رسائل الماجستير والدكتوراه.
2- الشريحة المستهدفة
عن طريق سؤال الباحث نفسه "من المستفيد من البحث؟"، وماذا سيقدّم له البحث؟ ذلك أن هذه أسئلة يتطرق إليها المحكّمون كثيرًا، والقاعدة هنا تعتمد على الكم والكيف أي "كم عدد المستفيدين؟، وما صفتهم؟"؛ فإذا كان العدد أكبر أو الشريحة ذات سمة خاصة (كالمعاقين مثلًا) كان ذلك أفضل.
3- الدراسات السابقة
يمكنك العثور على مشكلة البحث من خلال الاطلاع على الدراسات السابقة التي تمت في مجال تخصصك، وإذا كنت ترغب في التعرف على الآلية الخاصة بالدراسات السابقة.
مشكلة البحث العلمي جاهزة
نعرض عليكم أمثلة على مشكلة البحث العلمي وكيفية صياغتها للعنوان التالي:
الشراكة المجتمعية بين القطاع الخاص وكليات التقنية للبنات في السعودية في ضوء تحقيق أهداف التعليم المستمر.
مشكلة الدراسة
في ظل المتغيرات والتحولات الهائلة التي غيرت من أنماط الحياة التي تعيشها المجتمعات الإنسانية انكمش دور الدولة بمؤسساتها الرسمية التي كانت تحكم سيطرتها على شتى ألوان النشاط الاجتماعي في المجتمع من صحة، وتعليم، وتربية، وتأهيل وتوظيف وغيرها.
وبدأت تظهر على السطح عدة مفاهيم جديدة كالمشاركة، والعمل التطوعي، والشراكة، ومؤسسات المجتمع المدني، وصارت تلك المفاهيم تحتل مكانًا مهمًّا في المنظومة الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية للمجتمع.
مشكلة البحث العلمي pdf
نوضح لك عزيزي الباحث مثالًا آخر حول مشكلة البحث العلمي؛ لكي تتمكن من كتابة هذه الجزئية بدقة:
تعد منظومة التعليم في المجتمعات أهم مقومات نهضته وتقدمه؛ وذلك أن التعليم هو الركيزة الأولى التي تقوم عليها خطط النهضة والتنمية، وبقدر نجاح الدولة في إيجاد منظومة تعليمية قوية ذات رؤية واضحة وأهداف محددة بقدر نجاحه في الارتقاء والتقدم.
وعلي الرغم من الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في تطوير التعليم في البعدين: الكمي، والكيفي، إلا أنه مازال يعاني من بعض المشكلات التي تعيق مسيرته نحو تحقيق أهدافه، وتؤثر على مدى استجابته لخطط التنمية.
يمكنك تحميل كتاب مشكلة البحث العلمي PDF
مراجع يمكنك الرجوع إليها
فؤاد، بوصبع. (2021). معيار البحث العلمي المتميز. مجلة العلوم الإنسانية، 32(3).
خوج، فخرية بنت محمد. (2020). الالتزام بأخلاقيات البحث لدى طلاب البحث العلمي. دراسات فى التعليم الجامعى, 48(48).
حاولنا في هذه المقالة، أن نقدم لكم المبادئ الأساسية التي تساعدك في اختيار مشكلة البحث؛ ولتوفير المزيد من الوقت والجهد يمكنك التواصل عبر الواتساب وطلب الخدمة فورًا، وسوف نلبي جميع احتياجتكم.