هل تبحث عن طريقة لفهم عميق لوجهات نظر الناس ودوافعهم وسلوكياتهم، إذن، حان الوقت للانطلاق في رحلة إلى عالم مجموعات التركيز في البحث النوعي، فتخيل نفسك تجلس في غرفة مع مجموعة صغيرة من الأشخاص، كل منهم يمثل وجهة نظر فريدة، ففي هذا المقال، سنغوص في أعماق مجموعات التركيز ونكشف أسرارها.
ما المقصود بالبحث النوعي؟
هو منهج علمي للملاحظة من أجل الحصول على بينات غير رقمية، ويشير هذا النوع من البحث إلى المعاني والمفاهيم والتعريفات والخصائص والاستعارات والرموز ووصف الأشياء، وليس إلى إحصائها أو قياسها، ويجيب هذا البحث عن الكيفية والأسباب الممكنة لحدوث ظاهرة معينة، بدلا من الإجابة على عدد مرات حدوثها.
كما يعرف البحث النوعي بأنه طريقة بحث السوق التي تركز على الحصول على البيانات من خلال الاتصالات المفتوحة والمحادثة، وهذه الطريقة ليست فقط حول “ما” يعتقده الناس ولكن أيضًا “لماذا” يعتقدون ذلك، وهذا سيتضح أكثر في مجموعات التركيز في البحث النوعي.
اقرأ أيضًا: خطوات المقالبة في البحث العلمي 6 خطوات أساسية
المجموعة البؤرية في البحث النوعي
مجموعات التركيز في البحث النوعي أو المجموعة البؤرية هي أسلوب بحث نوعي يتضمن جمع بيانات من مجموعة صغيرة من الأشخاص عادةً تتكون من 6 إلى 12 فرداً من خلال نقاش جماعي موجه حول موضوع محدد.
حيث تهدف مجموعات التركيز في البحث النوعي إلى فهم وجهات نظر ومعتقدات ودوافع وسلوكيات المشاركين حول موضوع محدد، واستكشاف القضايا والأفكار الجديدة حول الموضوع، وتحديد مجالات البحث المستقبلية، وتقييم فعالية البرامج أو الخدمات، وجمع مدخلات حول تطوير المنتجات أو الخدمات الجديدة.
الفرق بين البحث النوعي والبحث الكمي
يعد كل من البحث النوعي والكمي منهجاً بحثياً ذو قيمة مع مزايا وعيوب فريدة، يعتمد اختيار المنهج المناسب على أسئلة البحث وأهدافه، وغالباً ما يتم استخدام البحث النوعي والكمي معاً في دراسات مختلطة للحصول على فهم أكثر شمولاً للظاهرة، ولكن ما هي الفروق الجوهرية بين البحث النوعي والكمي؟ دعنا نري!
الفرق من حيث الهدف
البحث النوعي
يهدف إلى فهم "كيفية" و"لماذا" تحدث الظواهر، كما يركز على المعنى والتجارب والسلوكيات الإنسانية، ويسعى إلى الكشف عن وجهات نظر ومعتقدات المشاركين، بجانب أنه يساعد في تطوير نظريات جديدة وفهم الظواهر المعقدة.
البحث الكمي
يهدف إلى قياس الظواهر وتحديد العلاقات السببية، ويركز على الأرقام والبيانات الإحصائية، كما يسعى إلى اختبار الفرضيات وتعميم النتائج على مجموعات أكبر، ويساعد في اتخاذ القرارات وتقديم أدلة ملموسة.
الفرق من حيث البيانات
البحث النوعي
حيث تكون نوعية البيانات (غير رقمية، وصفية)، ومن أمثلتها مجموعات التركيز في البحث النوعي، ونصوص المقابلات، وملاحظات المراقبة، والسجلات اليومية، والصور، ومقاطع الفيديو، والمستندات.
البحث الكمي
وتكون نوعية البيانات (رقمية، محددة، قابلة للقياس)، ومن أمثلتها الإجابات على الاستبيانات، نتائج الاختبارات، والبيانات الإحصائية.
تعرف على: طريقة جمع البيانات والمعلومات في البحث النوعي
الفرق من حيث أدوات جمع البيانات
البحث النوعي
وتتكون أدوات جمع البيانات للبحث النوعي من (المقابلات، الملاحظة، تحليل المحتوي)
المقابلات إما ان تكون مقابلات فردية حيث تجرى مع شخص واحد في كل مرة، وتسمح بجمع معلومات عميقة ودقيقة، أو مقابلات جماعية تجرى مع مجموعة من الأشخاص في نفس الوقت، وتسمح بفهم وجهات نظر مختلفة وتفاعل المشاركين مع بعضهم البعض.
الملاحظة فإما ان تكون ملاحظة مشاركة حيث يشارك الباحث في النشاط الذي يتم ملاحظته، مما يسمح بفهم أعمق للسياق، أو ملاحظة غير مشاركة حيث يراقب الباحث النشاط من مسافة دون المشاركة، مما يقلل من تحيز الملاحظة، أو مجموعات التركيز في البحث العلمي حيث تجرى مع مجموعة من الأشخاص لمناقشة موضوع محدد.
تحليل المحتوى
تحليل محتوى المستندات، مثل النصوص والصور، لتحديد الأنماط والمعاني، وتحليل الوثائق التاريخية لفهم الماضي.
البحث الكمي
وتتكون أدوات جمع البيانات للبحث الكمي من (الاستبيانات، المقاييس، الاختبارات)
الاستبيانات
فإما ان يتم توزيعها إلكترونياً، مما يسمح بجمع البيانات من عدد كبير من الأشخاص بسهولة، أما ان يتم توزيعها يدوياً، مما قد يكون مفيداً لجمع البيانات من السكان الذين لا يتمتعون بسهولة الوصول إلى الإنترنت.
المقاييس وهي أدوات قياسية لقياس مفاهيم محددة، مثل الذكاء أو الشخصية.
الاختبارات وهي أدوات قياسية لتقييم المهارات أو المعرفة، مثل اختبارات القدرات المعرفية أو اختبارات المهارات.
احصل على: بحث شامل عن البحث النوعي
الفرق من حيث تحليل البيانات
يختلف تحليل البيانات في البحث النوعي والكمي اختلافاً جوهرياً، وذلك يعود إلى طبيعة البيانات المستخدمة في كل منهج وأهدافه على النحو التالي:
البحث النوعي
يتم تحليل البيانات عن طريق تحليل تفسيري يركز على فهم معنى البيانات وسياقها، أو تنظيم البيانات في فئات وموضوعات أو البحث عن أنماط متكررة أو علاقات بين البيانات أو تفسير معنى البيانات في ضوء نظرية أو إطار عمل.
البحث الكمي
يتم تحليل البيانات الكمية عن طريق استخدام أساليب إحصائية لوصف البيانات واختبار الفرضيات، وتقييم صحة الادعاءات حول الظاهرة، بالإضافة إلى تطبيق النتائج على مجموعات أكبر.
الفرق من حيث برامج تحليل البيانات
البحث النوعي
يوجد برامج قوية لتحليل البيانات النوعية، تسمح بترميز البيانات، وإنشاء نماذج، واستكشاف العلاقات، مثل (Nvivo, Atlas.ti, MaxQDA).
البحث الكمي
يوجد برامج إحصائية قوية للتحليل الكمي، مع ميزات واسعة النطاق للتحليل الوصفي والاستدلالي، مثل (SPSS، Stata، Sas).
تابع قراءة موضوعنا: احصل على نموذج خطة البحث النوعي مجاني!
أهداف البحث النوعي
يعد البحث النوعي أداة قيمة لفهم العالم من حولنا وتحسين حياة الناس، فمن خلال التركيز على المعنى والتجارب الإنسانية يمكن أن يساعدنا البحث النوعي على تطوير فهم أعمق للظواهر الاجتماعية والسلوكية وتقديم رؤى قابلة للتنفيذ للتغيير الإيجابي، كما يهدف البحث النوعي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الأساسية، تشمل:
فهم المعنى والتجارب الإنسانية
حيث تركز مجموعات التركيز في البحث النوعي على استكشاف وجهات نظر ومعتقدات ودوافع وسلوكيات الأفراد والجماعات، ويسعى لفهم كيف يفكر الناس ويشعرون ويتصرفون في سياقاتهم الاجتماعية والثقافية، ويقدم رؤى غنية وذات مغزى حول التجارب الإنسانية التي يصعب قياسها أو تعميمها باستخدام الأساليب الكمية.
استكشاف الظواهر الجديدة وتوليد فرضيات
حيث يعد البحث النوعي مفيداً بشكل خاص لفهم الظواهر الجديدة أو غير المفهومة جيداً، حيث يسمح بجمع البيانات الغنية والتفصيلية التي يمكن استخدامها لتوليد فرضيات جديدة قابلة للاختبار، كما يمكن أن يساعد في تحديد مجالات البحث المستقبلية وتوجيه تصميم الدراسات الكمية.
تطوير نظريات جديدة
حيث يمكن استخدام البحث النوعي لتطوير نظريات جديدة تفسر الظواهر الاجتماعية والسلوكية، ويتم ذلك من خلال تحليل البيانات بشكل منهجي وتحديد الأنماط والعلاقات بينها، كم تساهم النظريات الناشئة عن البحث النوعي في فهمنا للعالم وتوجيه ممارساتنا.
تقييم فعالية البرامج والخدمات
حيث يستخدم البحث النوعي لتقييم فعالية البرامج والخدمات، مثل برامج التعليم أو التدخلات الصحية، حيث يسمح بفهم آراء المشاركين وتجاربهم مع البرنامج، مما قد يساعد في تحسينه وتطويره، كما يمكن أن يوفر رؤى حول العوامل التي تساهم في نجاح أو فشل البرنامج.
فهم السياق الاجتماعي والثقافي
حيث يهتم البحث النوعي بفهم السياق الاجتماعي والثقافي الذي تحدث فيه الظواهر، ويأخذ بعين الاعتبار العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تؤثر على سلوك الأفراد والجماعات، ويقدم نظرة ثاقبة لكيفية تفاعل الناس مع بيئتهم وكيف تتشكل تجاربهم من خلال قوى اجتماعية أكبر.
مساعدة الأصوات المهمشة
حيث يستخدم البحث النوعي لإعطاء صوت للأصوات المهمشة والمستبعدة من البحوث التقليدية، كما يسمح بفهم تجارب وتحديات هذه المجموعات من وجهات نظرهم الخاصة، ويساهم في تعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة.
تعزيز التغيير الاجتماعي
حيث يمكن استخدام البحث النوعي لتعزيز التغيير الاجتماعي من خلال فهم القضايا الاجتماعية والمساعدة في تحديد حلول لها، كما يساعد في بناء الوعي بالقضايا المهمة وتعبئة الناس للمشاركة في العمل ويساهم في تطوير سياسات وبرامج أكثر عدلاً وإنصافاً.
لا تفوت مقالنا: ماهي الأخطاء الشائعة في التحليل الإحصائي
مجموعات النقاش المركزة PDF
تسمح مجموعات التركيز في البحث النوعي للمشاركين بالتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وآرائهم بحرية، مما يؤدي إلى جمع ثروة من البيانات الغنية والتفصيلية التي يصعب الحصول عليها من خلال الأساليب الأخرى مثل الاستبيانات أو المقابلات الفردية، كما يمكن للمشاركين في مجموعات النقاش المركزة تقديم منظور أعمق وأكثر دقة لموضوع البحث.
المصادر والمراجع
إذا تريد التعرف على جميع المعلومات عن Focus groups in qualitative research
وفي الختام دعنا نستعرض معاً أهم نقاط المقال وهي مفهوم البحث النوعي، ومعرفة الفرق بين البحث النوعي والبحث الكمي، ومعرفة أهداف البحث النوعي ومعرفة المقصود بمجموعات التركيز في البحث النوعي، شركة سندك تملك كوادر متخصصة في التحليل الإحصائي ومناقشة النتائج ولمزيد من الاستفسار، نقدم لك عن المساعدة في كتابة البحوث الجامعية، يمكنك التواصل معنا عبر الواتساب.