تعريف المقابلة وأنواعها وخطواتها وأهميتها في البحث العلمي
تُعد المقابلات واحدة من أكثر أدوات البحث العلمي أهمية، وهذا للمساهمة التي تقدمها في جمع البيانات التي تتمتع بدرجة عالية من الدقة عن الظواهر التي تخضع للدراسة، وتتميز المقابلات بأنها واحدة من الأدوات الدقيقة، وهذا يرجع إلى القدرة التي يتمتع بها الباحث على إدارة النقاش مع المبحوثين للحصول على إجابات يُمكن الاعتماد على تقديمها وبوجه خاص في المجتمعات التي لا تتمتع بالقدر الكافي من التعليم، وفي المقال الحالي سنستعرض معًا ما هي المقابلة؟، وما فائدة استخدامها في البحث العلمي؟
تعريف المقابلة:
محادثة أو حوار موجه من الباحث إلى شخص أو عدة أشخاص آخرين، بغرض الوصول إلى معلومات تعكس حقائق أو مواقف محددة، يحتاج الباحث الوصول إليها، بضوء أهداف بحثه، وتمثل المقابلة مجموعة من الأسئلة والاستفسارات والإيضاحات، التي يطلب الإجابة عليها والتعقيب عليها، وجهًا لوجه بين الباحث والشخص أو الأشخاص المعنيين بالبحث.
كما يُشار إليها باعتبارها مناقشة موجهة عادة ما تكون بين الباحث من جهة، وعدد من الأشخاص (أفراد عينة البحث/ المبحوثين) من الجهة الأخرى، وذلك بغرض التوصل إلى معلومات تعكس حقائق أو مواقف محددة، يحتاج الباحث إليها في ضوء بحثه العلمي؛ وعادة ما يلجأ إليها الباحث في حالة الدراسات المسحية.
أنواع المقابلات:
- -المقابلة الشخصية:
هو النقاش الذي يدور بين الباحث وأفراد عينة الدراسة والذين يعايشون الظاهرة محل الدراسة.
- -المقابلة التليفونية:
يمكن أن تتخذ المقابلات شكل مكالمة هاتفية، وهذا لظروف تعرض لها أحد طرفي المقابلة (الباحث/ المبحوث)، وتسببت في الحد دون لقائهما.
- -المقابلة بواسطة جهاز الكمبيوتر:
يمكن أيضًا أن تتخذ المقابلة شكل دردشة على البريد الإلكتروني، أو محادثة فيديو باستخدام أحد برامج التواصل مثل (Skype- Zoom).
- كما يمكن تصنيف المقابلات تبعًا لنوعية الإجابات التي يطلبها الباحث عليها، وتتخذ التصنيف الآتي:
-مقابلات مفتوحة:
وهي المقابلات التي تتخذ أسئلتها شكل الأسئلة المقالية، أي التي تتطلب سرد للآراء، وتعبير عن الرأي؛ مثل: ما رأيك في ظاهرة أطفال الشوارع؟
-مقابلة مغلقة (إجابتها محدودة):
وتتسم أسئلة هذا النوع من المقابلات بأن إجابتها عبارة عن احتمالات لا يمكن أن تخرج إجابة السؤال عنها، وعادة ما تتخذ شكل إثبات أو نفي، مثلًا: هل توافق على عمل المرأة في كافة المجالات؟
كيف يمكن إجراء المقابلة؟
أولًا نحدد عينة الدراسة، أي الأفراد الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الظاهرة محل الدراسة، ومن ثم يتم تحديد نوع المقابلات المراد استخدامها، ويجب على الباحث تسجيل المقابلات التي يجريها (سؤال وجواب)، ينبغي على الباحث تسجيل كافة الملاحظات التي تلفت انتباهه، كما ينبغي تحديد مكان يتمتع بقدر من الهدوء ليتناسب مع طبيعة إجراء المقابلات، كما أنه لابد من الحصول على موافقة أفراد عينة الدراسة قبل الشروع في المقابلات، ومن الضروري أن تتمتع المقابلات بخطة تتسم بشيء من المرونة، كما أنه من الواجب على الباحث أخلاقيًا تقديم خالص الشكر لكافة أفراد عينة الدراسة.
أهمية المقابلة:
-تتمتع المقابلات بعمق إجاباتها، الأمر الذي يمكنه من تحصيل معلومات مفصلة.
-من الممكن لمدير المقابلة إدارتها على النحو الذي يمكنه من تحصيل كافة المعلومات والبيانات التي يحتاج إليها على النحو المرغوب، وهذا من خلال توجيهه للحوار والمناقشة.
-قوة ملاحظة الباحث أثناء إجراء المقابلات تمكنه من تحصيل العديد من المعلومات والبيانات التي من شأنها إضافة المزيد من العمق لدقة البيانات.
-يمكن للباحث في توجيهه للمقابلات الاستفادة من العديد من الوسائط المتعددة التي من شأنها تحسين جودة حصوله على البيانات.
-يمكن للباحث التكيف مع أوضاع المقابلة، والاستفادة من كافة التغيرات المحيطة لتحصيل قدر أكبر من المعلومات.
مزايا المقابلة كواحدة من أدوات جمع البيانات في البحث العلمي:
تتميز المقابلات دونًا عن غيرها من أدوات البحث العلمي، بعدد من المميزات التي قد تتسبب في كثير من الأحيان لتوجه الباحثين نحو استخدامها، وتتمثل تلك المميزات في:
-في حال كان أفراد عينة الدراسة لا يتمتعون بالقدرة على القراءة والكتابة (يعانون الأمية)، فإن المقابلات تُعد الخيار الأفضل للباحث في جمع المعلومات والبيانات التي يحتاج إليها.
-تحد المقابلات من تأخر استجابة أفراد عينة الدراسة لتساؤلات الباحث، كما أنها تمنع تأثر آراء عينة الدراسة ببعضهم البعض، حيث يحصل الباحث على الإجابة بشكل مباشر من المبحوثين.
-تُمثل المقابلات الخيار الأفضل للباحثين الراغبين في جمع بيانات تتخطى الإطار النظري للمعلومات، وتمتد نحو إيماءات الرأس، حركات الجسد، والتي من شأنها تفسير جزئية كبيرة من إجابات عينة الدراسة.
-نظرًا إلى احتكاك الباحث المباشر بأفراد عينة الدراسة، والذي تسببه المقابلات، فإن الباحث يصبح أكثر اطلاعًا وتعمقًا بموضوع البحث، ويحصل على معلوماته مباشرة من الأفراد المتعايشين معه.
-في حالة المقابلة يمكن للباحث ترتيب الأسئلة على النحو الذي يمكنه من استدراج أفراد عينة الدراسة للإفصاح عن المعلومات التي يرغب بها بدقة، على عكس الاستبانة والتي تجعل من السهل لأفراد عينة الدراسة الاطلاع على كافة الأسئلة قبل الشروع في الإجابة عليها، وبالتالي يكن أمام عقولهم الفرصة لترتيب الإجابة على النحو الذي يرغبون.
عيوب المقابلات كواحدة من أدوات جمع البيانات في البحث العلمي:
بالرغم من كافة المميزات سابقة الذكر، والتي تتمتع بها المقابلات في البحث العلمي، إلا أن هذا لا يتنافى مع حقيقة وجود بعض العيوب لتطبيق المقابلات في البحث العلمي، ومن تلك العيوب ما يلي:
-تستهلك الكثير من الوقت، والذي هو أثمن شيء في حياة الباحث العلمي، كما تستهلك الكثير من جهده.
-البعض من أفراد عينة الدراسة قد يحرجه وجود الباحث أمامه بشكل مباشر، فلا يتمكن من إيضاح رأيه بحرية تامة، على عكس انفراده بورقة الاستبيان والذي يتيح له التعبير عن وجهة نظره بكل حرية، وكما يرغب في إظهار ذلك الرأي.
-قد يتحيز الباحث عن دون قصد لرأي دون غيره، وقد يسيء فهم بعض التعبيرات، الأمر الذي من شأنه التأثير على نتائج البحث العلمي.
-من الصعب تقدير استجابات أفراد عينة الدراسة للمقابلات بشكل كمي، الأمر الذي يصعب إتمام التحليل الإحصائي للبيانات.
-في حالة كان عدد أفراد عينة الدراسة كبيرًا، فإنه سيكون من الصعب توفير وقت كافٍ لإتمام المقابلة مع كافة أفراد العينة.
مراجع يمكنك الاطلاع عليها:
-قنديلجي، عامر إبراهيم. (2019). منهجية البحث العلمي. الأردن: دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع.
-قنديلجي، عامر إبراهيم. (2008). البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية والإلكترونية. الأردن: دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع.