- نشأة مذهبية التحليل اللغوي:
- الدراسات الأسلوبية:
- دراسات تحليل الخطاب اللغوي الاجتماعي:
- أهمية الخطاب في الدراسات اللغوية:
- الأسس التي يرتكز عليها الخطاب:
- العوامل التي تلعب دورًا مميزًا في التحليل النقدي
- الانتقادات التي تم توجيهها للدراسات اللغوية:
- الانتقادات التي تم توجيهها لمذهبية تحليل الخطاب:
- المذهبية المتعلقة بأبحاث ميشيل فوكو:
- النقاط التي ركز عليها فوكو:
- رأي الباحثين في حقل تحليل الخطاب في أعمال فوكو
- الانتقادات التي تم توجيهها لمذهبية فوكو في تحليل الخطاب
استخدامات المنهج التحليلي في الدراسات اللغوية
في الأبحاث التحليلية يستخدم الباحث المعلومات أو الحقائق المتوفرة مسبقًا، ويحللها كي يَقوم بتقويم نقدي للظاهرة أو الحالة موضع الدراسة.
نشأة مذهبية التحليل اللغوي:
وقد انبثقت مذهبية التحليل اللغوي على ضوء الأعمال الكبيرة التي قدَّمها عالم اللغة الشهير "فردينالددي سوسير" الذي وضع اللبنات الأساسية لمنهج البنيوية في دراسة اللغة والتي تم تحديثها بعد حين، حيث انصبَّت على دراسة كل من الأسلوب والنص والتطبيقات اللغوية في مجالات وسياقات أخرى مختلفة لعل أهمها المذهبيات الأدبية الحديثة والمعاصرة والتي انطلقت من التعرف على تحليل الخطاب.
الدراسات الأسلوبية:
تشير الدراسات الغريبة والأبحاث إلى أن شارل بالي هو أول مَن أسس علم الأسلوبية اعتمادًا على دراسات سوسير في اللغة الذي عرَّف هذا العلم بأنه هو العلم الذي يبحث في لغة الناس جميعًا بما تعكسه من عواطف ومشاعر.
أي أن مصطلح الأسلوبية يعني بالبنط العريض هو لغة كل الناس من منطلق أن جميع الظواهر اللغوية بتصنيفاتها المختلفة يمكِن أن توصلنا إلى أهم المميزات الأسلوبية في اللغة، لكن الباحثين الذين تتلمذوا على يد بالي حصروا الأسلوبية في حقل الدراسات الأدبية، حيث قاموا بإخضاع الجوانب الجمالية لمذهبية التحليل اللغوي اعتمادًا على مناهج نفسية وبنيوية.
دراسات تحليل الخطاب اللغوي الاجتماعي:
لقد سلطت دراسات تحليل الخطاب اللغوي الاجتماعي على النص بمطلقة سواء كان مكتوبًا أو منطوقًا، وكذلك اهتمت بشكل النص وبنيته وتنظيمه على كل مستويات علم الأصوات الكلامية والقواعد النحوية، أو ما يُعرَف بـ "الفونولوجية"، لكن مفهوم اللغة أوسع من ذلك، حيث تشمل كلًا من القواعد النحوية، وتركيب الجمل، ومستويات تنظيم النص في مفاهيم خاصة، فضلًا عن بنية المناقشات العامة والتي تتجلى من خلال ما هو سياسي وما هو اجتماعي وأيضًا من خلال القواعد المؤسسية الخاصة بممارسة الحوار.
وكذلك ظهرت اتجاهات حديثة سلطت الضوء على شخصية المؤلف والتغذية الراجعة ما بين المؤلف والقارئ، كما اهتم علماء اللغة منذ وقت طويل باللغة التي تستخدمها وسائل الإعلام، حيث تم التركيز على الجمل والقواعد النحوية والبلاغية الخاصة باللغة الإعلامية، أو ما أطلق عليه الخطاب الإعلامي.
أهمية الخطاب في الدراسات اللغوية:
-
أن الخطاب يتم تشكيله من خلال الكلمة، كما أنه يشكل الكلمة.
-
اللغة تشكل الخطاب والخطاب يشكل اللغة.
-
الممارسة تشكل الخطاب، كما أن الخطاب يشكل الممارسة.
-
الخطاب يتم تشكيله من قِبل الخطاب السابق أي الخطاب الماضوي، والخطاب يشكل إمكانيات الخطاب المستقبل.
-
الخطاب يتم تشكيله من خلال وسيلته، كما أن الخطاب يشكل إمكانيات هذه الوسيلة.
-
الخطاب يتم تشكيله بواسطة غرضه، كما أن الخطاب يشكل الأغراض الممكِنة.
الأسس التي يرتكز عليها الخطاب:
-
اللغة والدراسات الأدبية.
-
التعبير والاتصال.
-
تخصصات أخرى متعددة.
العوامل التي تلعب دورًا مميزًا في التحليل النقدي:
-
دقة التحليل، وتحديد مدى أهمية اللغة.
-
الاهتمام بالسياق التاريخي بوصفه عنصرًا مهمًا من وجهة نظر الأيديولوجيا السياسية.
-
البنية اللغوية.
-
الأيديولوجيا.
وفي ضوء ذلك يؤكد "كريس" أن أي شكل لغوي إذا تم تدريسه منعزلًا فلن يكون له أي معنى حاسم في حد ذاته، ولن يَحمل أي معنى أيديولوجي، ولن يؤدي وظيفة، ومن ثم فإن مجموعة التصريحات المعَينة والصياغات المحددة التي تشكل أي خطاب تعبِّر في الوقت نفسه ويتم تنظيمها وفقًا لأيديولوجيات محددة، فاللغة لا تظهر بنفسها بل تظهر دائمًا بصفتها ممثلة لنظام معَين من المصطلحات والتصريحات اللغوية التي تحقق بدورها نظمًا منطقية واستطرادية وأيديولوجية.
الانتقادات التي تم توجيهها للدراسات اللغوية:
بالرغم من أهمية الدراسات اللغوية الكلاسيكية والأسلوبية، فقد تم توجيه انتقادات حادة ولاذعة إليها بسبب تحيزها وتسليطها الضوء على اللغة والأسلوبية بعيدًا عن السياق المجتمعي وعلاقات القوة داخل المجتمع، وهنا برزت الاتجاهات اللغوية الاجتماعية والتي اهتمت بدراسة اللغة الإعلامية من منطلق اجتماعي ثقافي، حيث كانت واضحة المعالم والرؤى، ففي الدراسات التي قام بها عالم اللغويات الاجتماعية "بل" والذ يركز على علاقات الارتباط بين الملامح اللغوية المتغيرة للسياق الاجتماعي، حيث توصل إلى درجة تبسيط نهايات الكلمات في لغة المذيعين تختلف فيما بين محطات الإذاعة في نيوزلنذا وفقًا للمهن الرئيسة لجماهير المستمعين.
الانتقادات التي تم توجيهها لمذهبية تحليل الخطاب:
-
عدم اهتمامها ببحث القواعد المجردة للتركيب اللغوي والنحوي.
-
عدم اهتمامها بطبيعة فهم أو تأويل المهور للنصوص التي تشكل الخطاب الإعلامين أي أن التحليل ينحصر في إطار العمليات التي يَقوم بها المحللون، ويركز على عمليات إنتاج وتداول النص بغض النظر عن إدراك وتفسير الجمهور المتلقي للنصوص الإعلامية.
وقد برز اتجاهان مهمان في حقل الدراسات الأسلوبية، أولهما: الاتجاه الأقرب إلى البلاغة، وثانيهما: علاقة التعبير بالفرد.
المذهبية المتعلقة بأبحاث ميشيل فوكو:
قد فرَّق فوكو بين الجملة والقضية من جهة، ومن جهة أخرى بين التحليل الخطابي وتحليل اللغة والتحليل المنطقي، فقد فسَّر فوكو هذا التباين إلى أن تحليل الخطاب يعتمد على الوصف الأركيولوجي "حفريات المعرفة" والتحليل الجيولوجي، حيث يسعى الأول إلى سَن قوانين ندرة المنطوقات وتراكمها، والثاني يبحث في الطريقة التاريخية والتي تركز على بيان الانقطاعات والتواصلات من أجل الكشف عن قدرة وخارجية وتراكم الخطابات.
النقاط التي ركز عليها فوكو:
-
نقد التفكير الغربي أولًا وهدمه ثانيًا، حيث كان هذا التفكير يركز دائمًا على معنى أن نكون بشرًا لا كيف نكون بشرًا.
-
التأكيد على وفاة الفاعل الموحَّد أو الوحيد، وظهور كثير من الفاعلين.
-
أن البشر ليس هم الفاعل الوحيد، بل هم منتجات الممارسة الخطابية.
-
الموضوعات ليست حقائق اجتماعية، بل هي عملية تتعلق بكيف يأتي الفاعلون بالأشياء إلى الوجود من خلال اللغة.
-
وجود علاقة ما بين السلطة أو القوة واللغة، وبالتالي جيب اعتبار الفاعلين تكوينات اجتماعية يتم إنتاجها من خلال الخطابات الاجتماعية التي تضع هذه التكوينات الاجتماعية في حقل علاقات القوة.
رأي الباحثين في حقل تحليل الخطاب في أعمال فوكو:
أجمع الباحثون في حقل تحليل الخطاب بأن الأعمال التي قام بها الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو شكلت نقلة نوعية أمام الباحثين في حقول العلوم الاجتماعية، فقد أكد فوكو أن الخطاب يشكل أساسًا من تشكل منظومات منطوقية تسمى التشكيلات الخطابية والأخيرة تكون دائمًا في حقل خطابي معَين وتحكمها قوانين التحويل والتكوين.
الانتقادات التي تم توجيهها لمذهبية فوكو في تحليل الخطاب:
-
همَّش فوكو دور البشر بشكل عام كمتفاعلين اجتماعيين.
-
تعدد وغموض بعض المفاهيم الأساسية التي اعتمد عليها في تحليله للخطاب الغربي وفي مقدمتها الخطاب ذاته، حيث أشار إلى أن الخطابات كتصريحات من جهة، ومن جهة أخرى فقد عرَّف الخطاب على أنه تحليل للأداء الشفوي.
-
اعتبر فوكو الخطابات عوامل نشطة لتكوين وبناء المجتمع مع تبعيتها في الوقت نفسه لمجتمع معَين أو مؤسسة معَينة.
-
اعتبر الخطابات تعبيرًا عن علاقات القوة، بينما قال في سياق آخر أن الخطابات تشير إلى كل ما يمكِن التفكير به أو كتابته أو قوله بشأن موضوع أو شيء معَين.