الشكل العام للبحث العلمي
يُطلَب من الباحث عادةً إعداد إطار عام لبحثه، سواء كان بحثه هذا بحثًا كميًا أو بحثًا نوعيًا، ويكون طلب إعداد الإطار العام للبحث من قِبل المشرف عادةً أو من قِبل اللجنة أو الجهة المكلَّفة بقبول البحث أو رفضه أو تعديله أي تعديل الإطار العام، وتتوقف خطوات إعداد البحث وإنجازه على الإطار العام للبحث وإقراره.
الإطار العام للبحث:
هو الخطوط العريضة التي يسير عليها الباحث عند تنفيذ البحث، وهذا يعني أن الإطار العام للبحث هو الذي يخطط للبحث قبل تنفيذه بغرض تحديد جميع أبعاده وجوانبه، ابتداءً من مشكلته وأهميته وأهدافه، مرورًا بوسائل جمع بياناته ومعلوماته، كما أن الإطار العام للبحث أيضًا التنفيذ من حيث طريقة عرض المعلومات وتحليلها وتبويب بيانات البحث.
عناصر الإطار العام للبحث:
تختلف عناصر البحث باختلاف الهيئة الأكاديمية التي تتولى مهمة الإشراف عليه، ولكن جميع الأبحاث تتفق في توافرها على العناصر الأساسية التالية:
-
عنوان البحث:
إن إجراءات اختيار العنوان المناسب للبحث العلمي تعادل جزءًا مهمًا من قيمة البحث نفسه، وتكاد تصل إلى نصف تلك القيمة؛ ومن هذا المنطلق، فإن هناك العديد من البحوث التي تم بذل جهدًا كبيرًا في إنجازها إلا أن ما قلل من جودتها هو عدم تناسُب عنوانها مع موضوع الدراسة ومحتواه.
-
مشكلة البحث:
يتم صياغة مشكلة البحث بصورة تبين كونها تساؤلًا أو موقفًا غامضًا يدور في ذهن الباحث ويحاول إيجاد حل أو جواب مناسب له.
-
فرضيات البحث:
تمثل فرضيات البحث رأي الباحث في حل مشكلة بحثه بصورة مبدئية، والفرضية تتحدث عن متغير واحد أساسي من متغيرات البحث، ونتيجة لهذا التغير سيكون هناك تغير في أمر آخر سلبًا أو إيجابًا.
-
أهمية البحث:
يجب على الباحث أن يحدد أهمية بحثه في عبارات واضحة مقنعة، وهي تعني أن يبين الباحث ما يمكِن أن يضيفه بحثه سواء في الجهة العلمية أو في الجهة العملية، وما يميز هذا البحث عن غيره من الأبحاث الأخرى.
-
هدف البحث:
يتمثل هذا المحور من خطة البحث في تحديد ماهية الخوض في هذا الموضوع من قِبل الباحث، وما الذي يسعى أن يتوصل إليه من خلال بحثه، حيث يجب على الباحث أن يحدد ويبلور أهدافًا معَينة وواضحة المعالم لبحثه يَذكرها بشكلٍ مفهوم وبلغة سليمة تبتعد عن العبارات والكلمات التي قد تَحتمل أكثر من معنى.
-
منهج البحث:
يجب أن يحدد الباحث في الإطار العام للبحث المنهج الذي اختاره لبحثه، هل سوف يتبع المنهج الوثائقي التاريخي أم المنهج المسحي أم منهج دراسة الحالة، ويتم ذلك الاختيار عادةً في ضوء الإمكانات المتاحة للباحث وطبيعة موضوعه.
-
أداة جمع البيانات والمعلومات:
هناك مصادر ووثائق للبحوث تكون طبيعتها وثائقية أو تاريخية، والاستبيان للمنهج البحثي مثلًا، وهكذا، ومن الجدير بالذكر هنا أن الباحث يجب أن يحدد منهجًا واحدًا للبحث، إلا أنه يستطيع تحديد أكثر من أداة لجمع البيانات والمعلومات، إذا تطلَب الأمر ذلك، كأن يختار الباحث أداة الاستبيان لعدد من الأفراد لكونهم كثيري العدد، وأداة المقابلة لعدد آخر لأنهم محدودي العدد.
-
اختيار العينة:
أي نوع العينة التي اختارها الباحث لبحثه سواء كانت عشوائية بسيطة أو طبقية عريضة، وحجم تلك العينة، وأن يكون الباحث واعيًا لسبب اختياره لهذا النوع من العينات أو تلك، وميزاتها وعيوبها، والإمكانات المتوفرة له عنها.
-
تحديد الإطار الزمني والمكاني للبحث (حدود البحث):
العديد من البحوث والدراسات يختص موضوعها بزمن وحقبة تاريخية معَينة، وكذلك تخص بلدًا أو مكانًا بعينه، لذلك يجب على الباحث أن يَقوم بتحديد السقف الزمني والمدة الزمنية التي سوف يشملها بحثه بدقة، فضلًا عن البلد أو المكان الذي يتم فيه إجراء الدراسة.
وهذا الموضوع لا يعني البحوث والدراسات التاريخية فحسب، والتي يستوجب تحديد المدة الزمنية التي يتضمنها البحث، ولكن الموضوع يتجاوز ذلك إلى الدراسات المسحية والأنواع الأخرى من الدراسات كافة، لذلك يجب على الباحث أن يَقوم بتحديد حدود الدراسة المكانية بدقة من أجل أن يَقوم بتأطير بحثه في هذه المنطقة المحددة.
-
الدراسات السابقة:
ويقصَد بها البحوث والدراسات التي قام باحثون آخرون بتنفيذها ونشرها في الموضوع نفسه، أو في موضوعات مشابهة وتوجهاتها، وأهم النتائج التي توصل إليها الباحثون في تلك الدراسات.
-
مصطلحات الدراسة:
من المهم أن يَقوم الباحث بتحديد المراد من المصلحات التي يتم استعمالها في الدراسة البحثية من أجل ألا يسيء أحد فهمها أو أن يتم إدراكها بمعنى آخر يخالف الدلالة التي يريد الباحث أن يذكرها في دراسته البحثية،وفي الغالب تتنوع المعاني التي يتم استخدامها في هذه الدراسة، وقد يتم تحديدتلك المعاني بأساليب إجرائية، أي بواسطة البيانات والإجراءات والأدوات المتعلقة بتلك الدراسة البحثية، وتعريف المصطلحات يساعد في تحديد إطار مرجعي يلجأ إليه الباحث في التعامل مع المشكلة المتعلقة بالبحث؛ وفي بعض الأحيان قد يتبنى الباحث تعريفًا لمصطلح ما من دراسة سابقة أو من قاموس معَين، وفي تلك الحالة يجب على الباحث أن يَذكر توثيق هذا التعريف بشكل واضح.
-
محددات الدراسة:
يُطلَق على الصعوبات والعوامل التي تواجه الباحث وتعيق إمكانية تعميم نتائج البحث محددات الدراسة، وهي إما موضوعية أو زمانية أو مكانية، ويمكِن تصنيف محددات الدراسة في فئتين، الفئة الأولى تتعلق بمفاهيم الدراسة ومصطلحاتها.
-
المراجع:
يجب أن تشتمل قائمة المراجع على المراجع التي استعان بها الباحث في بحثه والتي دفعته إلى تحديد مشكلته، والمراجع اللازمة لاستيعاب تلك المشكلة، أو المراجع المتعلقة بمشكلة البحث تعلقًا مباشرًا.
تتمثل نشاطات البحوث في الآتي:
يرتبط البحث النظري بمشكلات قائمة، وهدفه المباشر تطوير مضمون المعارف الأساسية المتاحة في مختلف مجالات العلم والمعرفة الإنسانية، بغض الطرف عن الاهتمام بالتطبيقات العملية لهذه المعرفة العلمية؛ أما البحث التطبيقي فيرمز إلى النشاط العلمي الذي يهدف بصورة أساسية إلى تطبيق المعارف العلمية الموجودة أو الوصول إلى معارف ذات فائدة وقيمة في حل عدد من المشكلات الملحة، وتتمثل نشاطات البحوث في الآتي:
-
التنقيب عن الحقائق: وهو التنقيب عن حقائق معَينة دون محاولة التعميم، أو استخدام هذه الحقائق في حل مشكلة معَينة، مثل القيام ببحث عن تاريخ نشوء الجامعات.
-
التفسير النقدي: ويتم تطبيق هذه الطريقة عادةً عندما تتعلق المشكلة بالأفكار أكثر من تعلقها بالحقائق، ويستخدم هذا النوع من البحوث وسائل أساسية مثل حدة النظر والفطنة والخبرة.
-
البحث الكامل: هو أبعد خطوة من سابقيه، ويستخدم الدليل الحقيقي أكثر ما يتم في التفسير النقدي يهدف إلى حل المشكلات ووضع التعميمات بَعد التنقيب الدقيق عن جميع الحقائق المتعلقة، بالإضافة إلى تحليل جميع الأدلة التي يتم التوصل إليها.