لا تُهدر ما بذلته من مجهود في سبيل كتابة أطروحتك العلمية بأسلوب منمق ومميز، فقد تعتقد أن قيامك ببذل مجهود في الكتابة وصياغة العبارات بأسلوب مميز واختيار المفردات بعناية لا يتضمن احتياج نصك لمدقق لغوي على دراية بـ أساسيات التدقيق اللغوي، إذ أن خطأً واحدًا لا تُعيره اهتمامًا قد يضيع ما بذلته من مجهود في سبيل أن تظهر رسالتك العلمية بشكل احترافي.
قد تشوهت اللغة العربية في الوقت الراهن تشوهًا كبيرًا بسبب الكثير من العوامل، الأمر الذي يُنذر بكارثة في حال لم يتم معالجته على النحو الذي يضمن الارتقاء باللغة وطرح المصطلحات والمفردات بالشكل اللائق وتدقيقها وفقًا لأساسيات التدقيق اللغوي على يد خبراء اللغة والمتمرسين ممن يحملون على عاتقهم ضرورة الارتقاء باللغة ومراعاة القواعد والضوابط الإملائية والصرفية التي تعطي النص الكتابي ثقلًا يرقى بالقارئ المُثقف ويُضيف للقارئ العادي.
تعريف التدقيق اللغوي
يُقصد بعملية التدقيق ضبط وإحكام الكلمات وتحريرها وفقًا للقواعد والضوابط الموضوعة، بحيث يصل المدقق بالنص إلى مستوى أرقى في ضوء الـ كثير من الأساسيات التي تتمثل في أصول التدقيق اللغوي، بحيث يتم التأكد من سلامة النص إملائيًا ولغويًا ونحويًا، دون إجراء أي تغيير عليه.
و يوجد نوعان للتدقيق يتمثلا فيما يلي:
التدقيق البشري
التدقيق اللغوي البشري وظيفة يقوم بها المُصحح وفقًا لبعض القواعد والأساسيات، إذ يحرص على الإلمام بجميع قواعد النحو والصرف، ووضع علامات الوقف والترقيم في أماكنها الصحيحة، والاستعانة بالمعاجم والقواميس قبل البت في التدقيق وتصحيح الأخطاء، حيث القدرة على فهم مقصد الكاتب ومعالجة الأخطاء دون تغيير المعنى الذي يهدف الكاتب إلى توصيله.
التدقيق الآلي
توجد العديد من البرمجيات والمواقع الآلية التي يتم الاعتماد عليها في عملية التدقيق اللغوي مثل برنامج مايكروسفت، إذ يتم التدقيق النحوي والإملائي آليًا عبر شبكة الانترنت، وتعمل البرمجيات على معالجة النصوص في اللغة العربية والإنجليزية وغيرها من اللغات، ولكن لا تُغني هذه البرمجيات بشكل كلي عن التدقيق اللغوي البشري.
وللبرامج التدقيقية فوائد ، حيث تتمكن بواسطتها من تدقيق الكثير من اللغات بنفسك، حيث تعمل على تعليم تدقيق اللغة الصينية و الإنجليزية و الإسبانية و الفرنسية و العبرية و اليابانية و الإيطالية وغيرها، بحيث تتمكن من قراة المحتوى بكل سهولة، فيمكنك الاستعانة بها إلى جانب الاعتماد على التدقيق اليدوي وفقّا للقواعد.
أساسيات التدقيق اللغوي
لابد من الإلمام بأصول العمل في التدقيق اللغوي ، إذ أن لهذا المجال متطلبات خاصة إلى جانب إتقان اللغة ومعرفة القواعد الصرفية والاطلاع على المفردات العلمية، أي يتطلب هذا المجال بعض المهارات والأساسيات فضلًا عن الممارسة العلمية والتدريب المستمر على كيفية تدقيق النصوص الكتابية ومعالجة أخطائها وسد ثغراتها،
مهارات التحرير اللغوي
لا يقتصر عمل المدقق اللغوي على تدقيق النص وإزالة كافة الأخطاء الإملائية والنحوية وإضافة علامات التشكيل وضبط الكلمات على النحو الصحيح، بل يجب أن يمتلك مهارتي الاختصار وإعادة الصياغة، فيجب أن يكون متمرسًا على كيفية إزالة الحشو من الكلام وإعادة صياغة العبارات على النحو الذي لا يفقدها معناها، فقط يتم إعادة صياغة الجمل الركيكة وتوظيف المصطلحات في مواضعها كما يجب أن يكون، إذ يعمل على استبدال التراكيب الغير مناسبة.
فيعمل المدقق اللغوي على إخراج النص بطابع جمالي، فيُراعي سياق الجمل وانتقاء المصطلحات الملائمة وفقُا لنوع المجال، حيث تصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية المحتملة ووضع علامات الترقيم في مواضعها السليمة، إلى جانب ما تتضمنه عملية التحرير ومهارتها التي تتمثل في تنسيق المعلومات وتنظيمها وتتبع دقتها، بحيث تبدو صافية واضحة للذهن دون تعقيد.
الإلمام بقواعد اللغة
لابد أن يمتلك المدقق اللغوي ملكة لغوية عالية، بحيث ينتبه إلى السلامة اللغوية والإملائية واللفظية للنص وكذلك يراعي دقة الأسماء والمصطلحات العلمية ، لذا يجب أن يكون على دراية كاملة بجميع قواعد اللغة العربية من النحو والصرف والبلاغة وعلم الأصوات، فضلًا عن ضرورة معرفة علوم السياق والدلالة، وكيفية تطويع النص ليتفق مع القواعد اللغوية ليصل به المدقق في النهاية إلى مستوى أفضل خاليًا تمامًا من الأخطاء فيما يخص الشكل والمعنى.
لتدقيق كتاباتك في مجال البحث العلمي وتخليصها من الثغرات الشائعة لابد من الاعتماد على خبير لغوي له من التجارب ما يجعله ينظر بعين الـ مدقق ويأخذ في الاعتبار التحقق والتصحيح والتأكد من دقة الـ تعبيرات و كفاءة اللغة الفصحى و العناوين وسد الثغرات المطبعية، ليرتقي بالنص من الحضيض إلى مستوى أفضل، حيث الالتزام بأسلوب ناجح و بمهمة اكتشاف التعثرات اللغوية، بحيث يفهم القارئ المعنى وما يتضمنه من رسائل من خلال بساطة النص ووضوح الكلمة.
قوة الملاحظة
تعد قوة الملاحظة من أهم أساسيات خدمات التدقيق اللغوي، إذ يجب أن يتحلى المدقق اللغوي بالتركيز وقوة الملاحظة القائمة على الصبر والمثابرة في العمل، مما يساعده على انتقاء الأخطاء الصرفية والبلاغية التي سيواجهها بكل سلاسة، فإن التركيز يٌجنبه الوقوع في الأخطاء الطفيفة التي قد تضر بما بذله من جهد كبير في سبيل الوصول بالنص إلى أعلى المستويات.
فبقوة الملاحظة والحرص على التركيز والتدقيق في النص مع الصبر يتفادى المصحح الوقوع في الأخطاء، وبالتالي يؤدي مهنة التدقيق ببراعة وينجز مهمة ما يزاوله من العمليات التصحيحية بكفاءة، حيث الارتقاء بالنص من مستوى بسيط وضعيف إلى مستوى أفضل، والعمل على إبراز ما يود الباحث إيصاله من معنى مستعينًا بالمصادر والمراجع اللغوية لتجنب الخطأ الإملائي ومحو الـ أسماء والمفردات والـ أمثلة الغير دقيقة.
أهمية التدقيق اللغوي
فيُعد التدقيق اللغوي من الفنون التي تحتاج إلى الهدوء والتركيز واكتساب الكثير من المهارات التي تؤهل المصحح للقيام به، حيث القيام بتنسيق وتنظيم المحتوى الكتابي وفقُا لـ أساسيات التدقيق اللغوي التي لا يجب أن يحيد عنها، وتتمثل اهمية التدقيق اللغوي فيما يلي:
♦ يضمن الباحث عملًا خاليًا تمامًا من الأخطاء النحوية واللغوية، وبالتالي تطويرها في المستقبل وجعلها أكثر صلابة.
♦ إظهار البحث العلمي أو الكتاب بأفضل مستوى، حيث جعل أسلوب الكاتب من الأساليب التي ترقى للمستوى الاحترافي.
التدقيق اللغوي الناجح
كي تتم عملية تدقيق لغوي بصورة ناجحة عليك القيام بقراءة المحتوى بأكمله، وقبل البدء في تحديد الأخطاء عليك القيام بإزالة الحشو والكلمات الغير ضرورية، كما يُمكنك استخدام وظيفة البحث في الكمبيوتر وأخذها بعين الإعتبار لتساعدك على تحديد الأخطاء التي قد ترتكبها، ثم القيام بعمليات المعالجة لغويا وفقًا للقواعد والأحكام.
كيفية التدقيق اللغوي؟
نظرًا لأهمية عملية التدقيق اللغوي التي تعود على المحتوى النصي فتعطيه طابعًا جماليًا، فقد وضع المختصون العديد من الضوابط والقواعد التي تعد من أساسيات التدقيق اللغوي، بحيث تظهر مخرجات عملية التدقيق ونتائجها واضحة على الكلمات، إذ تًعد قواعد التدقيق اللغوي بمثابة المقوي لعملية التصحيح ومطور لها في الوقت نفسه.
تتمثل قواعد التدقيق اللغوي في كونها مجموعة من الأسس والمبادئ التي يتم الارتكاز عليها لإتمام عملية التدقيق اللغوي على أكمل وجه، ومن أهم قواعد التدقيق اللغوي ما يلي:
♦ يتوجب على المدقق اللغوي أثناء عملية التصحيح اللغوي والنحوي أن يكون على دراية بقواعد اللغة العربية وأن يتحقق من كتابة كافة المصطلحات والأسماء الخاصة بالمجال الذي يقوم بتدقيقه، بحيث يتجنب الوقوع في الأخطاء اللغوية.
♦ ومن أساسيات التدقيق اللغوي ألا يقوم المصحح بهذه العملية على عجلة من أمرة، بل يجب التحلي بالصبر وأن يستعين بالضوابط والأحكام اللغوية، بالإضافة إلى ضرورة مراجعة الـ محتوى فور إتمام عملية التدقيق.
♦ يُمكن للمصحح اللغوي أن يعتمد على التقنيات والبرمجيات المساعدة في عملية التدقيق، ولكن لا يتوجب عليه الاعتماد عليها بشكل كامل، إذ أن أغلبها يحتاج إلى مراجعة، لذا لا يجب أخذ النتيجة من برامج التدقيق بشكل كُلي.
يمكنك تعلم أساسيات التدقيق اللغوي وفنونه والحصول على الخدمات التدقيقية بكل سهولة من خلال موقع سندك على يد أفضل الخبراء التواصل عبر خدمة الواتساب.