في هذا المقال سوف نستعرض بعض المعلومات التي تساعدك على معرفة مصطلح تاريخ دراسة الحالة في علم النفس وتاريخ نشأتها، حيث كان هناك اعتراض على استخدام مصطلح دراسة الحالة من بعض الباحثين على الإشارة للكائن الحي على أنه حالة.
بدأ استخدام دراسة الحالة من طرف ايبوقراط (Hippocrate) والذي أسس الملاحظة العيادية في العلوم الطبية، كما هو في علم النفس العيادي، لذا تعتبر دراسة الحالة وسيلة شائعة الاستخدام لتلخيص أكبر عدد من المعلومات عن الفرد وسيرته الذاتية وهي أكثر الوسائل شمولا وتحليلًا وعمقًا.
في دراسة الحالة يتم الاتصال بالفرد أو مجموعة من الأفراد الذين يعانون من اضطرابات سلوكية مباشرة والحديث معهم من أجل الحصول على بعض المعلومات وتجمع المعلومات من الأفراد المحيطين بهم مثل المعلمين والأصدقاء وغيرهم بأدوات معينة واستخدامها في دراسة متعمقة لاختبار فرض معين بشرط أن تكون الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد حل المشكلة فيه.
وفرلنا لك مجموعة من أحدث عناوين رسائل ماجستير ودكتوراه في علم النفس لكي تتمكن من التحميل المباشر لها بمجرد الدخول والضغط علي رابط التحميل لا تردد في الحصول علي النسخ المجانيةpdf .
ما هي دراسة الحالة (Case study)
لقد اختلفت تعريفات دراسة الحالة باختلاف المجال التي تستخدم فيه والطريقة التي تطبق بها وربما تكون هذه هي أكثر التعريفات شيوعًا في الأوساط العلمية:
فقد عرف لويس دراسة الحالة على أنها "الإطار الذي ينظم ويقيم فيه الأخصائي الإكلينيكي كل المعلومات التي حصل عليها بالطرق العلمية التي إما أن تكون مقابلة أو ملاحظة أو تاريخ اجتماعي وسيرة ذاتية والاختبارات السيكولوجية والفحوص الطبية."
وهي "كل المعلومات التي يتم جمعها عن الحالة (قد تكون فردًا أو أسرة أو جماعة)، والتي تشمل دراسة متعمقة عن الفرد في حاضره وماضيه لخدمة مستقبله وحاضره، ثم تحليل المعلومات التي جمعت بوسائل جمع المعلومات المتعددة عن البيئة."
ويرى البعض أنها "استثمار وتنظيم وتلخيص كل المعلومات المجتمعة عن الفرد من مصادر مختلفة مما يخدم الأهداف من دراسة الحالة وتستخدم طرق مختلفة لجمع البيانات منها المقابلة الملاحظة وتاريخ الحالة والاختبارات والمقاييس والسير الشخصية وتهدف الى فهم أفضل للحالة أو الفرد."
ويقوم عادة الأخصائي بجمع هذه المعلومات في الحالات العادية ولكن في الحالات المضطربة يقوم بذلك الأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي، وتهدف دراسة الحالة بتعمق من أجل الوصول إلى فهم أفضل وتحديد المشكلات النفسية وطبيعتها وأسبابها والتخطيط للخدمات الإرشادية اللازمة.
وهناك بعض المميزات لمنهج تاريخ دراسة الحالة في علم النفس من أهمها أنها تعتبر من أصلح الطرق التي تقوم بتجميع أكبر قدر من المعلومات عن ظاهرة ما وتسعي إلى اكتشاف الجديد عن الظاهرة وليس فقط النتائج المتعارف عليها حيث أن الكائن الحي ليس له حدود في كيفية التعامل مع الظواهر المختلفة.
وهناك بعض العيوب لطريقة دراسة الحالة من أهمها أنه لا يمكن بالضرورة تعميمها على مجتمع دراسة واسع، وقد لا تكون صارمة علميًا ويمكن أن تؤدي إلى التحيز حيث يمثل الباحث ورأيه عن دراسة الحالة جزء هام في النتائج.
من المواضيع المُهمة لك : شرح أهم مدارس علم النفس.
ما هي أنواع دراسة الحالة
تتعدد أنواع دراسة الحالة وهي تختلف عن بعضها بحسب الغرض من إجراء الدراسة التي سوف يقوم الباحث والأسلوب المتبع فيها وسوف نستعرض بعض الأنواع من دراسة الحالة المتعارف عليها في الأوساط العلمية:
دراسة الحالة في الجماعية
حيث تقوم الدراسة على عدد من الافراد الذين ينتمون إلى نفس البيئة او المحيط ومن الممكن ان تتطرق الدراسة إلى دراسة مجتمع كامل من المجتمعات إذا كانت الظاهرة أو المشكلة لها علاقة بالمجتمع المراد إجراء الدراسة فيه.
دراسة الحالة الوصفية
وهي من أقدم الدراسات التي توجد في تاريخ دراسة الحالة في علم النفس، ويكون فيها البحث العلمي مطلوب لدراسة ظاهرة معينة بتعمق وتوضيحها وشرح علاقاتها وخصائصها الداخلية ويقدم البحث الوصفي صورة دقيقة عن الأشخاص أو الأحداث أو المواقف فضلًا عن إتاحة فرصة امام الباحثين لإجراء أي تغيرات مطلوبة قبل بدء جمع عملية جمع البيانات.
دراسة الحالة التفسيرية
أما هذا النوع من الدراسة فهو يتعلق بدراسة الظاهرة من خلال البحث العلمي والحصول على البيانات الأساسية الخاصة بها والتي تساهم في تفسيرها كما أنه يتم استخدام هذا النوع من أدوات البحث العلمي لفهم أسباب نشأة الظاهرة وعوامل تطورها وهي تساهم بدورها في إيجاد العلاج المناسب وبذلك نكون عرضنا تاريخ دراسة الحالة في علم النفس.
دراسة الحالة الاستكشافية
وهي الأداة التي يستطيع من خلالها الباحث أن يصف الظاهرة التي تقوم بدراستها من خلال البحث العلمي وفي هذا النوع من يمكن ان تتعمق في دراسة ظاهرة حالة محددة وتتعرف على خصائصها المختلفة أيَا فإنها تساهم في تطوير جميع فرضيات البحث.
تتميز دراسة الحالة الاستكشافية بمرونتها عندما تكون المشكلة غير محددة بشكل واضح وهي وسيلة قيمة لفهم ما يحدث كما للبحث عن رؤى جديدة لطرح الأسئلة وتقييم الظاهرة في ضوء جديد فعلى سبيل المثال، يمكن للباحث الذي يجري دراسة حالة استكشافية حول عملية قراءة الفرد حيث يطرح أسئلة عامة، مثل "هل يستخدم الطالب أي استراتيجيات عندما يقرأ نصًا؟" و "إذا كان الأمر كذلك، فكم مرة؟"
دراسة الحالة الأداتية أو الآلية
تتضمن هذه الدراسة العلاقة بين المتغيرات لفهم الظواهر واكتساب المعرفة، وهي دراسة الحالة التي تحدث عندما يسمح فرد معين أو الأفراد التي تبنى عليهم موضع الدراسة للباحث العلمي أن يفهم عنهم أشياء أكثر مما يظهر في بداية الدراسة.
دراسة الحالة الجوهرية
وهي دراسة الحالة التي يكون فيها الباحث العلمي لديه اهتمام شخصي بالقضية او المشكلة او الظاهرة التي تقوم بعمل دراسة الحالة من أجلها مثل ملاحظات (جان بياجيه) عن أطفاله حيث تعتبر أمثلةً جيدةً لكيفية مساهمة دراسة الحالة الجوهرية في تطوير نظرية نفسية معينة.
أقرأ أيضا: مناهج البحث في علم النفس.
متى تستخدم دراسة الحالة؟
غالبًا ما يُرجع تاريخ دراسة الحالة في علم النفس واستخدامها في الأبحاث السريرية لوصف الأحداث والظروف النادرة، والتي تتعارض مع المبادئ الراسخة في مجال علم النفس وتعتبر دراسات الحالة بشكل عام تصميمًا لحالة واحدة ولكن يمكن أيضًا أن تكون تصميمًا متعدد الحالات.
ويمكن أن نستخدم دراسة الحالة في البحوث الاستكشافية حيث أن استخدام الباحثين لتاريخ دراسة الحالة يساعد في انتاج أفكار جديدة وتوضيح النظريات المتعلقة بحل المشكلات وإظهار كيفية ارتباط جوانب مختلفة من حياة الشخص ببعضها البعض.
يمكن استخدام دراسة الحالة على الحالات المنحرفة والمنعزلة والمرضية فتعتبر دراسة الحالة هي الطريقة الممكنة التي تمكن الأخصائي الاكلينيكي أو الباحث من التعرف على المعلومات والبيانات عن المريض ومعرفة الأسباب التي أدت لظهور هذا المرض النفسي أو العقلي.
ما هي خطوات كتابة دراسة الحالة؟
6خطوات بسيطة يقوم بها الباحث العلمي لكتابة دراسة الحالة:
1. اختيار الظاهرة او المعضلة التي يرغب الباحث في اخضاعها للدراسة.
2. تخصيص المفاهيم وصياغة الفرضيات العلمية التي يقوم الباحث باختبار صحتها.
3. اختيار الوسائل المناسبة لجمع البيانات (مقابلة، ملاحظة، تاريخ الحالة، وغيرها).
4. التعريف بعينة الدراسة والمتمثلة في الحالة ومعرفة تاريخها او سيرتها الذاتية.
5. حصر البيانات وتدوينها وتناولها بشكل تحليلي.
6. التوصل إلى نتائج وصياغة توصيات بناءً على ذلك.
كيف يتم دراسة الحالة في علم النفس ؟
هناك نقط رئيسية يجب الالتفات إليها عند التخطيط وعرض تاريخ دراسة الحالة في علم النفس وهي الإلتزام بمناهج دراسة الحالة في علم النفس، حيث يجب تحديد المشكلة او الظاهرة ثم اختيار الحالة، والعمل على جمع وتحليل البيانات، تفسير البيانات التي تم جمعها والابلاغ عن النتائج.
♦تحديد المشكلة أو الظاهرة التي تتعلق بموضوع دراسة الحالة بدقة ووضوح.
♦تحديد المفاهيم والفروض العلمية والتأكد من توافر البيانات الخاصة بها.
♦اختيار العينة للحالة التي تقوم بدراستها.
♦تحديد وسائل جمع البيانات حيث ينبغي على الباحث جمع البيانات الأولية بالوسائل المختلفة مثل المقابلة.
♦جمع البيانات وتدوينها بشكل يسمح لفهم كامل لتاريخ دراسة الحالة وعادة كما يتم الاستعانة بمصادر متعددة لجمع الأدلة.
♦تحليل البيانات والتوصل إلى التفسيرات الأولية حيث يعد المراجعة المتكررة وفرز البيانات جزء أصيل من دراسة الحالة.
♦استخراج النتائج النهائية وتعميمها.
متطلبات دراسة الحالة
لكي تتم دراسة الحالة يجب أن تركز على بعض الشروط والمتطلبات ومن اهم هذه الشروط:
المحتوى
يتطلب القيام بدراسة الحالة توفير سياقًا لبقية التحليل، ويشمل الجزء الأساسي منه على تقديم النظريات والمفاهيم المراد تطبيقها على موضوع الدراسة ويتطلب عرض بعض الأمثلة التي تدعم هذه النظرية.
الهيكل
من الممكن أن تكون دراسة الحالة مكتوبة على هيئة مقال أي مقدمة وموضوع وخاتمة ولكن تختلف دراسة الحالة قليلًا إذ أن العناوين الفرعية تستند إلى معلومات واردة في وصف قضية البحث والتي تستند إلى المعايير المتبعة في دراسة الحالة.
الأسلوب
وهي من أهم الشروط التي يجب توافرها في أسلوب كتابة دراسة الحالة الكتابة بأسلوب شيق وممتع يستخدمه الكاتب أثناء مناقشة النظريات أو قضايا البحث، وأيضًا استخدام الضمائر حيث يتم استخدام الضمير هو وهي وهم وأسماء الأشخاص عند مناقشة النظريات وأحيانًا يستخدم ضمير المتكلم عند التعبير عن رأي أو انطباع الباحث.
محددات دراسة الحالة
هناك عوائق كثيرة ومحددات يواجهها الباحث عندما يتطرق إلى تاريخ دراسة الحالة في علم النفس من أهمها:
✔تحتاج هذه الدراسة إلى وقت طويل كما أنها تحتاج إلى تكلفة مادية مرتفعة وجهد كبير للوصول إلى المعلومات الدقيقة.
✔يمكن ان يتحيز الباحث بالإيجاب أو السلب مع للحالة التي يقوم بدراستها لذلك يكون الشعور الشخصي من أهم محددات دراسة الحالة
✔عدم إمكانية تعميم نتائج دراسة الحالة على المجتمع لأن البيانات الخاصة بالفرد لا تعبر عن المجتمع.
✔تؤدي الثقة الزائدة للباحثين إلى تعميم النتائج الخاطئة والتي توصل إليها من خلال البحث العلمي لذا يجب أن يستعين بأداة يمكن الوثوق بها.
أمثلة على دراسة الحالة في علم النفس
دراسة حالة آنا وهانز
تعتبر أشهر هذه الدراسات هي تلك التي قام بها سيجموند فرويد، المعروفة باسم آنا وهانز الصغير بحيث أجرى فرويد تحقيقات مفصلة للحياة الخاصة عن المرضى الذي قام بدراستهم لكي يستطيع مساعدتهم في التغلب على أمراضهم أو مشاكلهم النفسية وهي من أشهر الأمثلة في تاريخ دراسة الحالة في علم النفس.
حالة فينس غيج
وكان موظفًا في السكة الحديد وتعرض لحادثة مروعة أدت إلى دخول قضيب معدني في رأسه ولكنه تعافى من الحادث بأعجوبة وترك الحادث بعض التغيرات الخطيرة في سلوكه وشخصيته.
دراسة حالة جيني (الفتاة المظلومة)
حيث أن جيني فتاة صغيرة تعرضت لعنف أسري كبير حيث قضت هذه الطفلة حوالي ال (13) عاما الأولى من حياتها معزولة عن المجتمع الخارجي ومقيدة اليدين والقدمين داخل غرفة نومها وعندما تم فحصها اتضح عدم قدرتها على الكلام وأنها كانت تتعرض للضرب مروع كلما كانت تتكلم أو تصرخ.
دراسة الحالة في علم النفس pdf
بعد أن قمنا بطرح تاريخ منهج دراسة الحالة في علم النفس ، نساعدك في الحصول علي نسخة مجانية قابلة للتحميل الفوري حول دراسة الحالة في علم النفس pdf لكي تتمكن من الاطلاع عليها بسهولة وتزويد عقلك بالمزيد من المعلومات المُهمة.
حمل كتاب دراسة الحالة في علم النفس بصيغة PDF
اذا كنت تبحث عن كتاب دراسة الحالة في علم النفس pdf يمكنك التحميل عبر هذا الرابط رابط فوري للتحميل لا تنسي الاطلاع عليه حتي تصبح جاهز للبدء في تطبيق دراسة الحالة في علم النفس.
الخاتمة
تعتبر دراسة الحالة من مناهج البحث العلمي التي اعتمد عليها الباحثون في علم النفس التي تجذب عدد كبير من الباحثون من استخدام هذه الطريقة حيث أنها تقوم بالتركيز علة موضوع واحد وبالتالي لا يضيع وقته في دراسة عدة موضوعات في نفس الوقت ويتعلق البحث بفرد واحد او أسرة او جماعة.
ويقوم بالكشف عن العلاقات السببية بين العوامل المعزولة بصوره أكثر وضوحًا من مجرد تحليل تراكمي، وتستطيع أيضًا أن تمدنا ببيانات وصفية وغير كمية قابلة للتحليل والتفسير ويمكن بكل سهولة تطبيق ما تم اليه من نتائج بكل سهولة.
وهي وسيلة لفهم التفاعل الذي يحدث بين العوامل التي تؤدي إلى النمو والتطور على مدي فترة من الزمن وهي جزء من عملية علاج الفرد اعتمادًا على المعلومات التي تقدمها دراسة الحالة على مدار مراحل العمر المختلفة.
المصادر والمراجع
يمكنك الرجوع إلي What Is a Case Study للحصول علي المزيد من المعلومات.
عبد الخالق، أحمد محمد. دويدار، عبد الفتاح محمد (1999). علم النفس أصوله ومبادئه. القاهرة. دار المعرفة الجامعية.